خطاب ودان الثاني..رباط المواطنة/عبد الله ولد زاگه 

سبت, 20/12/2025 - 10:55

لم يُخفِ فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني امتعاضه واستياءه من سلوك النخب الموريتانية التي تُقاوم طموحه الصادق للوطن؛ فبعد خطاب وادان الأول سنة 2021، الذي دعا فيه بوضوحٍ وحزم إلى نبذ التراتبية الاجتماعية القائمة على الأوهام والمعايير الجاهلية، عاد يوم أمس ليُجدِّد الدعوة ذاتها، غير أنّ نبرته هذه المرة كانت مثقلة بالأسى والخيبة، جرّاء سلوك نخبةٍ انتهازية اتخذت من القبلية والمحسوبية والزبونية سُبلًا لتحقيق طموحاتها الضيقة، على حساب المجتمع والوطن.

 

وقبل شهرٍ من الآن، وفي أقصى الشرق الموريتاني، أطلق الرئيس صيحةَ الوطن، محذِّرًا من مغبّة تقديم الانتماءات القبلية والجهوية والفئوية على المواطنة، ومتخذًا قرارًا شجاعًا بتحريم حضور هذه المظاهر على أطر الدولة ووكلائها ؛ وهو قرارٌ نرجو ونصلّي أن تلتزم به نخب العقوق، التزامًا صادقًا ومسؤولًا.

 

لقد كان الرئيس صريحًا، وهو الصبور الكتوم ، غير أنّ قلبه فاض بالأسى من أفعال من يُفترض فيهم حمل همّ الوطن، وصون وحدته، وحمايته من مخاطر الانزلاق والتشظّي، فإذا بهم يسهمون، بسلوكهم غير المسؤول، في تعميق التصدّع بدل ترميمه، وقد كان الأجدر بهم أن يكونوا حُماة التماسك والوحدة الوطنية.

 

ومن مدينةٍ من مدائن التأسيس، نحت فخامة الرئيس مُصلَحًا جامعًا جديدًا، أسماه «رباط المواطنة»، في استدعاءٍ واعٍ لتاريخٍ عاقلٍ وحكيم، وكأنّ الحنين يستحضره إلى أول رباط أُقيم على هذه الأرض، قائمٍ على الأخوّة والتضحية؛ فأزهرت به ربوع المغرب الأقصى، وفتحت به إفريقية، وتأخّر به سقوط الأندلس  أربعة قرون .

 

ومن تابع الرئيس وهو يتفاعل بصدق مع قصيدة الشاعر المبدع أحمد ولد الوالد، التي صوّر فيها بعمقٍ وجرأة حال نخبتنا العصية على الإصلاح، سيردّد معه بأن يقطع الله دابر المفسدين، وأن ينصر الوطن على نخب الانتهازية.

تصفح أيضا...